من الكود إلى السماء: كيف بنيت محاكي طيران يشعرك بالطيران الحقيقي

أنا مطوّر ألعاب بعمر 32 عامًا في لندن، تدرّست في كلية إيمبرياL، وأنا مدمن على جعل الطيران يبدو حقيقيًا. ليس فقط بصريًا دقيقًا، بل أيضًا غامرة نفسياً. مشروعى الأخير؟ محاكي طيران حيث كل منعطف يلتزم قوانين الديناميكا السائلة، وليس مجرد اختصارات برمجية.

هذا ليس عن انفجارات ساطعة أو أحداث سريعة. بل عن خلق تجربة تشعر فيها اللاعب أنه لا يتحكم بطائرته فقط — بل يشعر بها.

الخلفية الفيزيائية للخيال

عندما تقود طائرة في معظم الألعاب، فإنها تنحني كسيارة على الجليد — فورية وسلسة ومتخالية عن الواقع. لكن في الطيران الحقيقي؟ هناك تأخير، مقاومة، انتقال الوزن. صممنا محركنا حول هذه المبادئ باستخدام Unreal Engine ونماذج الديناميكا السائلة الحاسوبية (CFD).

مثلاً: عند سحب العصا للخلف بسرعة عالية، لا تصعد الطائرة فورًا — بل تتقدم بهدوء بسبب القصور الذاتي والزوجة الديناميكية. نظامنا يُقلد هذا التأخير بدقة بحيث يبدأ اللاعبون بالتنبؤ بالحركة قبل حدوثها.

لماذا الحمل الإدراكي أهم من الرسومات؟

رأيت لاعبين يتكررون الفشل ليس لأنهم سيئون — بل لأن عقولهم تتوقع شيئًا مختلفًا عما يقدمه النموذج الفيزيائي الضعيف.

في مجموعة اختبار واحدة، استبدلنا استجابة المنعطف القياسية بنظام يقلد القصور الذاتي الحقيقي. خلال دقائق، أبلغ المشاركون أنهم شعروا بأنهم أكثر ‘تحكمًا’ حتى مع نفس مؤشر الأداء.

هذا ليس سحرًا — إنه توافق إدراكي.

نستخدم هذه المعلومة الآن في جميع مشاريعنا: إذا كان نموذج المحاكاة متوافقًا مع النماذج العقلية للواقع (حتى لو كانت غير كاملة)، فإن المستخدمين يثقون فيه أكثر مما لو بدا مثاليًا لكنه يتصرف بشكل خاطئ.

الجانب البشري: المشاعر فوق السرعة

في أيام نهاية الأسبوع بمتحف RAF، أتبرع كمرشد لمحبي الطيران الشباب. سألني أحد الأولاد لماذا شعر أن لعبة حبه ‘غير صحيحة’ — يمكنه التحليق بأسرع من أي طائرة حربية حقيقية لكنه شعر بالملل.

شرحْت له: الطيران الحقيقي ليس عن السرعة — بل عن التوتر. اللحظة قبل الاسترجاع من الانزلاق؛ الصوت الهادئ أثناء الرحلة المستقرة؛ الاهتزاز الخفيف عند اصطدام الزوائد الهوائية.

لذلك أضفنا طبقات رد فعل دقيقة — ملف اهتزاز متصل بحدود القوة الجاذبة؛ إشارات صوتية معدلة حسب تغير رقم ماخ؛ وحتى تشويش خفيف على الشاشة أثناء المناورات الحادة (مستوحى من التشويش البصري الحقيقي لدى الطيارين).

فجأة لم يعد اللاعبون يتبعون النقاط العالية فقط — بل كانوا يحدثون قصصاً عن رحلاتهم الجوية.

دروس للمطورين واللاعبين على حد سواء:

• لا تستهدف الإبهار — استهدف الإيمان.
• استخدم الفيزياء كسرد قصصي، وليس زينة فقط.
• اختبر مع غير المحترفين: إذا شعر شخص غير متخصص بالغمر بعد دقيقتين؟ لقد فزت.
• نعم — حتى أكثر المحاكى المتطورة تحتاج إلى شيء واحد: تعاطف مع إدراك الإنسان.

أفكار نهائية: الطيران ليس مجرد حركة — هو معنى

to me—and perhaps to you too—الطيران أكثر من آليات. إنه شعر كُتب بأمواج الهواء ومنحنيات الزخم. عندما يتم بشكل صحيح، يصبح الكود فنّاً… ليس لأنه يبدو جيداً… بل لأنه يشعر بالصدق.